اسنانك

تسوس الأسنان: الأسباب والوقاية والعلاج

يعد مرض تسوس الأسنان من أكثر أمراض الفم والأسنان انتشاراً بين مختلف فئات المجتمع، حيث يحتل تسوس الأسنان المرتبة الثانية بعد نزلات البرد الشائعة من حيث الانتشار، وبمجرد وصول الطفل لسن الخامسة نشاهد ما يقرب من (4) أسنان مصابة بالتسوس، وأكثر من (10) أسنان مصابة بالتسوس عند البلوغ.
تعريف تسوس الأسنان: هو تخرّب متفاقم في بنية السن، يتطور إذا ما ترك دون معالجة إلى مراحل مؤلمة وهدامة؛ تضعف السن، وتترك فرصة بقائه أضعف، ما لم تتم المبادرة بسرعة إلى رفع النخر في المراحل الأولى منه.
أسباب تسوس الأسنان
يظن كثير من الناس أن التسوس يحدث بسبب إهمال الأسنان وعدم العناية بنظافتها فقط، ولكن التسوس علميا يحدث إذا اجتمعت العوامل التالية:
1 – المواد الكربوهيدراتية: حيث تعد الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات بنسبة عالية مثل: السكريات، والنشويات، والبوظة، والحلويات، والفواكه، والعصير من أهم المواد التي تساعد على حدوث التسوس إذا بقيت على سطح السن لفترة طويلة.
2 – البكتيريا: فإن السكريات وحدها لا يمكن أن تحدث تسوساً إلا بوجود البكتيريا، وهناك أنواع معينة من البكتيريا تساعد على حدوث التسوس، منها: البكتيريا ذات الشكل الكروي، والبكتيريا ذات الشكل القضباني.
3 – قابلية الأسنان للتسوس: وذلك بسبب سوء التغذية في فترات تكوين الأسنان، حيث تقل نسبة المعادن في الأسنان كالكالسيوم والفوسفات؛ ما يؤدي إلى هشاشة الأسنان.
4 – عامل الزمن: فإذا لم يتم تنظيف الأسنان بالشكل الصحيح والمنتظم؛ يصبح من العسير السيطرة على (اللويحة الجرثومية) المتكونة على الأسنان وإزالتها بشكل فعال، وبالتالي سيبدأ تسوس الأسنان.
كيف يحدث تسوس الأسنان؟
تبين الخطوات التالية كيفية حدوث هذا المرض:
– تُترك على الأسنان بقايا الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات بنسبة عالية؛ مثل: الحلويات، والخبز، والفواكه، والعصير.
– حينها تقوم البكتيريا الموجودة أصلاً في الفم بهضم هذه البقايا، وخاصة السكر والنشا، وتحويلها إلى أحماض.
– تتحد هذه الأحماض والبكتيريا مع فضلات الطعام؛ لتشكل مادة لزجة هي اللويحة الجرثومية (البلاك) وتقوم هذه بدورها بالالتصاق بالأسنان، وتبرز بوضوح على الأضراس الخلفية، ولكنها تظهر على كل الأسنان وفوق اللثة وفي حواف الحشوات.
– تعمل الأحماض الموجودة في اللويحة على إذابة سطح المينا للسن– وهي الطبقة الخارجية من السن التي تتألف من مادة تسمى هيدروكسي أبتايت- محدثة تجاويف تكون في البداية صغيرة غير مؤلمة، وتشكل مكاناً مثالياً لتكاثر الجراثيم، وتكبر داخل السن لتصل العاج (الطبقة المتوسطة من تاج السن) محدثة ألماً عند تناول البارد والساخن، ثم إلى لب السن (الأوعية الدموية والأعصاب) حيث يصبح الأمر مؤلماً وخاصة ليلاً.
أنواع تسوس الأسنان
للتسوس نوعان باعتبار زمن وسرعة حدوثه:
1 – التسوس المزمن: ويحدث خلال زمن طويل، وعلى عدة مراحل؛ مبتدئاً بالمينا، ثم العاج، وأخيراً اللب.
2 – التسوس الحاد: ويحدث بسرعة كبيرة؛ فيصل إلى لب السن دون أن تتمكن أنسجة السن من حمايته، ويحدث هذا النوع من التسوس كثيراً عند الأطفال.
وفي بعض الأحيان نشاهد أن التسوس توقف عند حد معين، وهذا ما يسمى بالتسوس المتوقف.
أعراض تسوس الأسنان
عند حدوث التسوس في الأسنان تظهر الأعراض التالية:
– ألم بالأسنان، ويُطلق عليه طبياً (Odontalgia/Odontalgy)، وخاصة بعد تناول الحلوى أو السوائل الساخنة أو الباردة.
– نخر مرئي أو ثقوب.
– رائحة نفَس كريهة.
المراحل المتعددة لتسوس الأسنان
ومن العلامات المبكرة التي تُنذر ببداية حدوث التسوس؛ ظهور بقع بيضاء (طباشيرية اللون) على سطح الأسنان؛ مشيرة إلى منطقة من انحلال المعادن سببه تكون الأحماض في هذه المنطقة، ومع استمرار انحلال المعادن تتحول هذه البقع البيضاء إلى اللون البني.
وفي حالة عدم الخضوع للكشف الطبي؛ تتحول البقع البنية إلى التسوس، وتحدث الثقوب في الأسنان. وأما إذا بقيت هذه البقع على لونها البني اللامع؛ فهذا يعني توقف عملية انحلال المعادن، ويكون هذا اللون مجرد بقعة، أما إذا تحولت إلى اللون البني الداكن؛ فهذا يشير إلى أن التسوس في حالة نشطة.
يمكن اكتشاف التسوس في مراحله المبكرة بالفحوصات الدورية، ويكتشف بواسطة أداة حادة لها سن مدبب يضعها الطبيب المختص على سطح الأسنان، فإذا كان السطح ليناً– حيث تغوص الأداة بداخل السن- فهذا يعني وجود تسوس في مراحله الأولى، كما لا يكون هناك أي شعور بالألم- والذي يظهر مع تطور التسوس- عندما تصل العدوى البكتيرية إلى داخل السن حتى الألياف العصبية أو بالقرب من لُب السن.
مضاعفات تسوس الأسنان
لا يتوقف الأمر في التسوس على المنظر غير الجميل للسن، ولا يقف عند حدود السن أو الفم، إنما يتطور الأمر إلى مضاعفات صحية عدة، منها ما يصيب الأسنان نفسها، ومنها ما يتعدى ذلك. ومن هذه المضاعفات:
1 – خلع الأسنان.
2 – تآكل الأسنان.
3 – رائحة الفم الكريهة.
4 – خراج تحت جذور الأسنان: حيث يحدث استمرار تقدم التسوس تلفاً في اللب، ينتج عنه خراج تحت الجذر، ما يسبب التهابات كبيرة؛ كالتهاب الغدد الليمفاوية، والتهاب العظم، والتهاب الجيوب الأنفية.
5 – كما أن الأسنان المسوسة تشكل أحياناً مدخلاً لالتهابات خطيرة تؤثر على أعضاء أخرى من الجسم، كالقلب عند من يعانون من عيوب خلقية أو أمراض القلب الروماتيزمية.
6 – التهاب اللثة: حيث يعد تسوس الأسنان أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب اللثة؛ الذي يظهر على شكل تقرحات قد تنتشر إلى المناطق الداخلية من اللثة، مما ينتج عنه حدوث نزيف واحمرار وتورم في اللثة.
7 – يضاف إلى ما تقدم حصول حساسية في السن، مع صعوبة في الضغط على السن والعض به، وكذلك ألم مستمر في الأسنان.
علاج تسوس الأسنان
لا يمكن علاج الأسنان التي أصابها التسوس، أو استعادة حالتها على ما كانت عليها من قبل بالشكل السليم لها، ولكن العلاج يقدم من أجل المحافظة على عدم تطور التسوس ووصوله للجذور، وبالتالي فقدان الأسنان، وغيرها من المضاعفات الأخرى.
ولكن هناك حالات تسوس صغيرة جداً يمكن أن يعالج الأمر فيها كليا، بشرط أن تكون هناك عناية صحية فائقة بالأسنان.
يمكن القول إن لعلاج التسوس شكلين اثنين:
– الأول: وقائي قبل حدوث التسوس، ويستطيع الفرد القيام به بنفسه، وذلك من خلال الاستعمال الصحيح والمنتظم لمعجون وفرشاة الأسنان، واستخدام الخيط السني.
– الثاني: علاج طبي بعد حدوث التسوس يقوم به الطبيب، وهذا يعتمد على عمق وامتداد التسوس في السن نحو الجذور، ومن أشكاله:
1 – الحشوة: إذا لم يكن التسوس عميقاً، فإنه يعالج بحفره لإزالته، ومن ثم حشو السن بخليط من الفضة أو الذهب أو البورسلين، أو بالحشوة البيضاء التي تعد من المواد المقوية والآمنة صحياً لحشو الأسنان، وبالرغم من ظهور بعض المخاوف الصحية من استخدامات الحشوات التي يدخل الزئبق ومشتقاته في تركيبتها؛ إلا أن جمعية أطباء الأسنان الأميركية (ADA) ومنظمة الأغذية والأدوية الأميركية (FDA) بالإضافة إلى جمعية أطباء الأسنان البريطانية (BDA) يدعمون استخدام الحشوة الفضية، ويقرون أن الحساسية الناتجة عن استخدام هذه المواد نادرة الحدوث، كما هو الحال بالنسبة لاستخدامات المواد الأخرى سالفة الذكر.
2 – التاج: أما إذا كانت الإصابة بالتسوس متقدمة، وبقي جزء بسيط من بنية السن، فيعالج في هذه الحالة باستخدام التاج، فبعد إزالة وإصلاح الجزء المتضرر من السن بشكل مدروس؛ يوضع التاج على بقية أجزاء السن التي لم تصب بالتسوس. وتصنع مادة التاج من الذهب، أو البورسلان أو البورسلان المختلط بمعادن أخرى.
3 – علاج العصب: إذا كان التسوس عميقاً لدرجة أنه أدى إلى موت عصب أو لب السن؛ فإن الطبيب يلجأ إلى علاج عصب السن، وذلك من خلال إجراء عملية يتم فيها استئصال عصب السن المصاب، وبعدها يتم وضع سداد أو حشوة محكمة لمنع أي تسربات من الفم داخل السن، وقد يرى الطبيب المعالج أنه من الضروري وضع تاج بعد معالجة العصب.
4 – وسائل علاج حديثة قيد التطوير: من هذه الطرق التجريبية استخدام تقنية شعاع الليزر للتحقق من تطورات فجوات الأسنان بشكل أسرع من الوسائل التقليدية الأخرى كالأشعة السينية أو غيرها من الفحوصات الطبية، وعموماً فإنه إذا تم الكشف عن التسوس في مراحله المبكرة؛ فإن ذلك يساعد على وقف تقدم أو تطور التسوس إلى الأسوأ.

تعليقاتكم