اسنانك

النخر السني اسبابه، اعراضه وعلاجه

صحة نيوز – تعد النخور السنية من أكثر الأمراض المنتشرة عند الإنسان، فما هي اعراضها وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟ كل هذه الاسئلة واكثر ستجدون الاجابة عليها في المقال التالي:
امراض طب الاسنان الترميمي هي مجموعة الامراض التي تؤدي الى تخرب النسج الصلبة للسن مع او بدون المساس المباشر بلب السن. والتي يستدعي شفاؤها عملا اصلاحيا من قبل طبيب الاسنان.

النخر السني:
تعد النخور السنية من اكثر الامراض المنتشرة عند الانسان – وخاصة المتحضر – فهي تستحق المكان الرئيسي في اي بحث للامراض الفموية، واول مظاهره هو انخساف الكلس وانحلاله من النسج السنية الصلبة وهضم المواد العضوية السنية.
تصيب هذه الافة العروق البشرية كافة من مختلف الطبقات الاجتماعية والاقتصادية وتحدث في اي عمر دون استثناء الجنس. ولايزال السبب الاساسي لهذه الافة يدور ضمن مناقشات، ولكن العوامل التي تؤدي اليه اصبحت معروفة والالية المقبولة اليوم قد انتشرت وعرفت بشكل واسع.

العوامل المهيئة للاصابة بالنخر:
تعد الاجناس البشرية من اكثر الكائنات الحية على الاطلاق عرضة للنخور السنية، ويعزى ذلك الى شكل الاسنان وتركيبها بالاضافة الى دور الطعام، اذ ان تطور المدنية الحديثة يجعل الاسنان اكثر قابلية للاصابة بالنخور. وتستحق الوراثة ان يلفت النظر اليها لما لها من تاثير في قابلية الاسنان واستعدادها للاصابة بالنخور او المناعة تجاهها.
كما يلعب الشكل التشريحي للسن دورا في تحديد قابلية السن تجاه النخر، وعلى سبيل المثال فالاسنان ذات الميازيب العميقة والشقوق والوهاد هي اكثر عرضة للنخر من غيرها، والامر الاكثر اهمية هو الصحة الفموية السيئة اذ ان اهمال صحة الفم يؤدي الى تشكل لويحات رقيقة مليئة بالجراثيم على سطوح الاسنان مما يعرضها للنخر بنسبة عالية، ولا ننسى ما اللعاب وما يحويه من مواد عضوية وغير عضوية وعوامل جرثومية، لكميته ولزوجته ودرجة حموضته وقلويته من دور هام في بدء هذه الافة.

الاعراض الحسية للنخر:
عادة وفي مراحل النخر الاولى، عندما يكون النخر لايزال في طبقة الميناء اي سطحيا لا يوجد اية الام نظرا لخلو الميناء من الاعصاب، ولكن تبدا الالام في مرحلة متقدمة عندما يصل النخر الى منطقة العاج، نظرا لاحتوائها على نهايات عصبية، يكون الالم في بداية الامر خفيفا ومثارا بواسطة تناول الحلويات او الحوامض، او بسبب تناول اشربة ساخنة او باردة. واثناء سير عملية النخر ربما يحدث طعم غير مستحب في الفم ورائحة كريهة، مع العلم انه في بعض الاحيان يصعب تمييز السن المصابة.

الية حدوث النخر – اسبابه:
بات من المسلم به في وقتنا الراهن، ان الية حدوث النخر معروفة، وفي الحقيقة هنالك عوامل خارجية واخرى داخلية تلعب دورا في تسوس الاسنان. والعملية في جوهرها هي نقص تمعدن النسج الصلبة للسن (نقص في الاملاح المعدنية) او تحللها. وبحسب معرفتنا فان تسوس الاسنان عملية معقدة تتظافر فيها عدة مسببات لتخريب النسيج السني في نهاية الامر، او بمعنى اخر لابد من وجود اربعة عوامل مهمة (عوامل اولية) لحدوث النخر، هذه العوامل ينبغي ان تكون مجتمعة في ان واحد وهي:
1. سطح السن.
2. الغذاء ونتاج تحلله.
3. العضويات الدقيقة: وهي التي تعيش على نتاج تحلل الاطعمة، وهما باجتماعهما (العضويات والطعام) يشكلان اللويحة الجرثومية التي تلعب الدور الاهم في تشكيل النخر.
4. الزمن: كلما قصر الزمن الفاصل بين الوجبات الطعامية دون القيام بالتنظيف اللازم، كلما كان حدوث التحلل الطعامي من قبل البكتريا اسرع، وبالتالي ادت الى حصول ضرر في النسج السنية الصلبة بسبب الحمض الناتج عن تخريب السكاكر الموجودة في الطعام.
اضافة الى العوامل الاربعة (الاولية) السابقة نضيف عوامل ثانوية مثل:
العمر – الجنس – الصفات الوراثية – شكل السن – المناعة التي يؤمنها اللعاب – التوزع الجغرافي (اماكن السكن) عوامل اجتماعية واقتصادية… الخ.
تشخيص النخر:
تبدو على السن المصابة بالنخر بقع طبشورية اللون في منطقة الميناء تخفي تحتها افة عميقة، وتعد هذه البقع الطبشورية من العلامات المبكرة لنخر السن، حيث لا يلاحظ في هذه المرحلة دليل واضح للنخر. يتقدم النخر عادة بسرعة عند الاطفال فيؤدي الى اضطراب في لب السن، (عصبه) بشكل باكر.
تظهر المنطقة النخرة كبقعة سوداء ذات معالم غير منتظمة تبعا لاتجاه انتشار النخر في الميناء او اعمق في العاج.
يشعر الطبيب الفاحص اثناء امرار راس مسبر فولاذي رفيع فوق سطح الميناء النخر انه ليس املسا بل خشنا بنيا او اسود اللون، وهذا ينجم عن ترسب المواد العضوية المشتقة من السوائل الفموية، اما في حالات النخر المتقدمة فيلاحظ الفاحص انهيار المينا الكامل وفقدان كمية كبيرة من المادة السنية وحفرة واسعة ممتلئة بنسج متخربة وبقايا الاطعمة.
وقد يكون من الصعب كشف النخور الملاصقة – الواقعة بين سنين متجاورتين متلاصقتين بواسطة راس المسبر – وهنا تبرز اهمية الافلام الشعاعية في كشف هذه النخور الملاصقة. وقد تم حديثا تطوير اصبغة خاصة تطلى به السن المشتبه باصابتها بالنخر عندها يتغير لون الطلاء في الاماكن المنخورة مما يسهل عمل الطبيب في الاستدلال عليها وعلاجها.

مضاعفات النخر:
لا تسبب نخور الاسنان اية مضاعفات اذا عولجت في مرحلة باكرة، ولكن الخطر الاكبر يكمن لدى فئات معينة من المرضى والذين يعانون من مشاكل صحية اخرى مثل الامراض القلبية او الرثوية .. فعندما تهمل حالات النخر تتطور لتشكل خراجا سنيا يشكل بؤرة جرثومية خطيرة، اذ قد تعبر هذه الجراثيم الى الدم مسببة حالات حرجة كالتهاب شغاف القلب مثلا.
اضافة الى ذلك فان قلع سن بسيط قد يشكل منبعا للخطر لدى بعض المرضى كالسكريين او المصابين بامراض الدم (الناعور) وغيرها اذا لم تتخذ الاجراءات الوقائية اللازمة.

معالجة النخر:
يختلف العلاج بحسب عمق التسوس وانتشاره في السن، ويمكن ان نوجزه بما يلي:
النخور السطحية: ينظف الطبيب الحفرة المتشكلة ويعطيها شكلا ملائما يسمح بوضع حشوة صغيرة من الاملغم (وهو خليطة من عدة معادن قوية وثابتة في الفم) او من الحشوات التجميلية (كومبوزيت) ذات لون مشابه للون الاصلي للسن.
النخور المتوسطة: كما في سابقتها، الا ان الطبيب يقوم بوضع طبقة دوائية في قاع الحفرة التي نظفها لتحمي لب السن (عصبه) من الاذى.
النخور العميقة: في هذه الحالة قد يضطر الطبيب الى استئصال اللب (سحب العصب) بشكل كامل او بشكل جزئي تبعا لتقديره، وبعدها يقوم بحشو القناة السنية بمواد خاصة.
حالة خاصة تشكلها اسنان الاطفال الدائمة بعد البزوغ مباشرة حيث نلجا الى معالجة النخور البسيطة جدا (التي بدات حديثا في التشكل واحيانا قبل ان تتشكل) بطريقة المادة السادة للشقوق حيث نضع حشوة سائلة ضمن الاخاديد السنية، وبذلك نحميها من التسوس اللاحق المحتمل.
وهنا لابد من ان نذكر ان الوقاية هي خير طريقة لعلاج النخر فالحفاظ على صحة فموية جيدة واستخدام المستحضرات التي تحوي الفلورايد والتقليل ما امكن من تناول السكريات، اضافة الى استخدام الوسائل الاضافية للصحة الفموية (الخيط السني – العيدان الطبية .. ) كل ذلك من شانه ان يمنع تشكل هذه الافة المزعجة او ان يخفض نسبة الاصابة بها الى الحدود الدنيا.

تعليقاتكم