أخبار الصحة

ازدياد في أعداد المراجعين لمراكز الصحة النفسية مع غياب الدراسات حول الرقم الحقيقي

ارتفعت اعداد المراجعين الى مراكز الصحة النفسية في العام الحالي والمنصرم عن الاعوام التي سبقتها، وتشير الارقام الى وجود ما يقارب الـ 1.6 مليون مواطن اردني يعانون من الاضطرابات النفسية او الامراض النفسية .
وفيما يؤكد عدد من الاخصائيين ذلك، يرفض الرقم عدد اخر منهم لعدم الاخذ بعين الاعتبار ان هناك مرضا نفسيا وهناك عارض نفسي ويؤكدون ان القلق هو الرقم الاول في معاناة الاردنيين وهو لايعد من الامراض الخطيرة ،وان معظم امراض الاردنيين ناجمة عن التوتر والشد العصبى المصاحب لأحداث الحياة اليومية.
ويؤكد عدد من الاخصائيين ان الاضطرابات النفسية قد تكون وبحسب شدتها وتشخيص المرض سببا في ارتكاب جرائم قتل او انتحار حيث لا فرق بينهما،اي ان البيئة التي تمتلئ بالضغوط يمكن أن تكون عاملا مسببا للمرض النفسى أو عاملا مؤثرا فى تأخر الشفاء وأيضا عندما يحيا الإنسان فى جو عدائي يصبح مريضا نفسيا.
ومن اكثر الاسباب المؤدية الى القلق والاكتئاب في المملكة الرسوب فى الامتحان أو الحب أو البطالة أو الطلاق وهى مجرد أمثله بسيطة من الضغوط اليومية.
المرض النفسى هو اضطراب وظيفى فى الشخصية،اي نفسي المنشأ يبدو فى صورة أعراض نفسية وجسمية مختلفة ويؤثر فى سلوك الشخص فيعوق توافقه النفسى، ويعوقه عن ممارسة حياته السوية فى المجتمع الذى يعيش فيه. والمرض النفسى أنواع ودرجات، فقد يكون خفيفا يضفي بعض الغرابة على شخصية المريض وسلوكه، وقد يكون شديدا قد يدفع المريض إلى القتل والانتحار، وتتباين أعراض المريض النفسى تباينا كبيرا من المبالغة فى الإعاقة إلى الانفصال عن الواقع والعيش في عالم من الخيال.
وفيما ترتفع المراجعات لدى مراكز وزارة الصحة في كل عام فلا توجد دراسات جديدة تثبت الرقم الحقيقي لانتشار الامراض النفسية، ومن ابرز الحالات الاكتئاب والهوس الاكتئابي والفصام .
والمرض النفسي هو مرض خطير كونه لا يؤثر على الفرد بل على المجتمع ايضا في ظل تاكيد دراسات إن العوامل الوراثية فى المرض النفسى أصبحت الآن حقيقة مثبتة، فالخطر يزداد فى حالة التوائم وأثبتت دراسة الأسر ذلك.
وتشير احدث الدراسات العالمية الى ان العامل الوراثي في بعض الحالات يلعب دورا هاما فى حالات الفصام، واضطرابات المزاج، حيث إن النسبة تزداد فى التوائم المتماثلة عن التوائم المتاخية .
وأثبتت الدراسات أن هناك تدخلا جينيا فى حدوث الفصام، والاضطرابات المزاجية، وأمراض الوسواس القهري، وإدمان الكحوليات، حيث إن نسبة الإصابة تكون أعلى إذا كان هناك قريب من الدرجة الأولى يعاني من المرض.
ويتوقف علاج المرض النفسي على نوعه ومداه وحدته وتعالج بعض الحالات بزيارات منظمة لأحد المعالجين النفسيين، بينما بعض الحالات تحتاج إلى العلاج بالمستشفى.
واسباب الاضطرابات النفسية من الصعب تحديدها فهناك عدة عوامل تلعب دورا هاما فى حدوث الأمراض النفسية،فقد ياتي المرض من خلال حادث مؤلم او من خلال العامل الوراثي اضافة الى وجود عوامل عضوية اخرى كاصابة المخ مثلا وهو مركز عمل العقل وهو الذى يتحكم فى سلوك الإنسان، التفكير، الذاكرة، الذكاء، والمشاعر والتحكم فى سلوك الفرد ووعيه بما حوله.
ولا ينكر الاطباء على الاطلاق دور الاسرة والبيئة، فالعوامل النفسية تؤثر على الفرد منذ ولادته ويلعب الام والاب فيها الدور الرئيس ، اضافة الى الاخوة والاخوات والبيئة بشكل عام .
ويكون للام والاب والاخوة تأثيرا كبيرا، فاي خلل نفسي للطفل في أي مرحلة قد يؤدي الى حدوث المرض النفسى طبقا للمرحلة التى حدث بها الخلل، فعلى سبيل المثال فان الخلل الذى يحدث فى الفصام هو خلل فى الانا او الذات والذي يؤثر على ادراك الفرد للواقع والتحكم فى الغرائز مثل الجنس والعنف، ويحدث هذا الخلل نتيجة اضطراب العلاقة بين الطفل والام وقد تكون المشاكل الاسرية وادمان الخمور وتعاطي المخدرات من اهم العوامل التي تؤدي الى الامراض النفسية .
ويشير الاطباء الى ان هناك عوامل جسدية تؤثر على الحياة النفسية السليمة حيث ان الاختلاف الطبيعي في الحالة العضوية او التغيرات التي تحدث نتيجة لمؤثرات خارجية مثل الضغوط ربما يكون لها دور في حدوث المرض النفسي .
فالمراة قد تتعرض الى الاضطرابات النفسية اثناء الحمل وانقطاع الطمث وهي اضطرابات نفسية سببها اضطرابات عضوية ويمكن لسوء التغذية أو الحرمان من النوم أن يؤثر على الصحة النفسية.
أما العوامل الاجتماعية فلها تأثير فى الاضطرابات، فهناك ظواهر اجتماعية مثل الهجرة والبطالة والعنف والحروب والتغيرات المجتمعية والكوارث الطبيعية تكون مصحوبة بحدوث مشاكل نفسية عديدة مثل العنف، أمراض سوء التكيف، القلق، الاكتئاب ومشاكل أخرى عديدة مضافا اليها العامل العائلي كوجود خلل فى الأسرة، سوء التنشئة أو وجود مرض نفسي في الأسرة قد يؤدي لحدوث المرض النفسي فإن الجو الأسري المضطرب قد ينقل سلوكا معينا للطفل وقد يتمثل ذلك فى التنشئة الخاطئة والحرمان من العطف الأبوي والطلاق والشجار العائلي.

تعليقاتكم