نافذة طبية

د.عواد: 6 مستشفيات و36 مركزا صحيا دمرها العدوان على غزة

قال وزير الصحة الفلسطيني الدكتور جواد عواد ان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يسعى دائما لدعم الموقف الفلسطيني وهناك تشاور بين القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين حول مختلف القضايا،مشيرا الى ان  الرعاية الهاشمية للقدس والمقدسات ممتازة وجيدة وهناك تحذيرات شديدة اللهجة بالنسبة لباب المغاربة.
واضاف في حديث لـ  «الدستور» ان الأردن رئة فلسطين وما يحصل عندنا ينعكس إيجاباً أو سلباً عليه، مثمنا دور الهيئة الخيرية الهاشمية والمؤسسات الصحية الاردنية في تقديم المساعدات الاغاثية والصحية للاهل في غزة خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع ،مبينا ان 6 مستشفيات و36 مركز رعاية صحية دمرت بشكل كلي أو جزئي في القطاع. وفيما يلي نص الحوار:

 الدستور: نرحب بداية بالدكتور جواد عواد وزير الصحة الفلسطيني في دار الدستور.. الأوضاع الفلسطينية دائماً محط اهتمام القيادة والحكومة والشعب الأردني، وكل ما يحدث في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية يتأثر به الأردن مباشرة.. الهم واحد والمتابعة واحدة، ودائماً توجيهات جلالة الملك للحكومة ولكل طاقم الجهات التنفيذية بتقديم كل الدعم والاسناد للسلطة وللشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في غزة.
الآن أنتم كوزير للصحة الفلسطينية، كيف تقيمون وتشرحون للقارئ الأوضاع السياسية والصحية.

-عواد: أتشرف بأن أكون في مقر جريدة الدستور، هذه الجريدة العريقة واسعة الانتشار في الأردن وفي فلسطين، فلها قراء عبر الإنترنت وأنا مسرور بأن أكون في دارها، وكذلك مسرور كوني في الأردن، هذا البلد الذي نعتبره الرئة بالنسبة لنا في فلسطين، لأن الأردن ملكاً وحكومة وشعباً في جميع الظروف يقف مع شعبنا الفلسطيني في السراء والضراء، ما يحصل في فلسطين ينعكس إيجاباً أو سلباً في الأردن، ودائماً ولله الحمد هناك علاقة متينة بين جلالة الملك وسيادة الرئيس محمود عباس، علاقة تاريخية بنيت على مدار عشرات السنوات، والعلاقة في تقديري إستراتيجية، وهناك دعم كبير من الأردن للموقف السياسي الفلسطيني في جميع الظروف، وخاصة في استئناف المفاوضات، حيث يسعى جلالة الملك لدعم الموقف الفلسطيني ودائماً هناك تشاور بين القيادتين الحكيمتين في فلسطين والأردن.
على صعيد آخر تجلى الدعم الأردني في الفترة الأخيرة خلال العدوان الغاشم على أهلنا في القطاع، حيث كان للأردن الشقيق دور كبير في الوضع بشكل عام في فلسطين، وخاصة في المجال الصحي، وفي مجالات عديدة، لكن كوني وزيراً للصحة سأتطرق بالتفصيل للوضع الصحي. هناك المستشفى الميداني الأردني وهو موجود قبل الحرب الأخيرة، كان له دور كبير جداً في إخلاء الجرحى وإسعافهم وكان هناك جسر جوي وبري للمستشفى الميداني الأردني في نقل الجرحى الذين تعرضوا للاعتداء الهمجي من قبل سلطات الاحتلال، وكذلك الهيئة الخيرية الهاشمية كان لها دور كبير بتوجيهات من جلالة الملك في إيصال ما يصلنا من مساعدات من الدول الشقيقة والصديقة، عدا عما يقدمونه في الهيئة الخيرية الهاشمية، ونقف إجلالاً للمؤسسات الصحية في الأردن، وخاصة المدينة الطبية، حيث قمت بزيارتها واجتمعت مع المسؤولين فيها وقمنا بزيارة جميع الجرحى الفلسطينيين الموجودين في المدينة الطبية، وبالفعل تم بذل جهد رائع هناك واحتضنوهم احتضاناً دافئاً، وكذلك نشكر المستشفيات الخاصة التي قدمت خدمات جليلة لهؤلاء الجرحى، سواء مستشفى الأردن، والتخصصي، والخالدي وكل المستشفيات التي استقبلت جرحانا في ظل الظروف الصعبة التي تعرض لها أهلنا في قطاع غزة.
تمكنا من الحفاظ على المنظومة الصحية من الانهيار في القطاع بتوجيهات من الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله ، فتخيلوا لو أن دولة ما تعرضت لما تعرضنا له، حيث وصل عدد الجرحى في العدوان الأخير إلى حوالي 12 ألفا ، وأكثر من 2150 شهيدا، فلو تعرضت لهذا الأمر دولة مقتدرة لانهار النظام الصحي فيها، ولكن بجهود طواقمنا الطبية والمتابعة اليومية في حكومة التوافق ومني شخصياً في غرفة العمليات المركزية التي أنشئت منذ أول يوم من العدوان،حيث كان هناك غرفة طوارئ مشتركة من مؤسسات دولية كثيرة، منها منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والكثير من المؤسسات وتمكنا من إيصال المساعدات وتسيير الحافلات المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وما يلزم من أدوية لغرف العمليات والطوارئ في الحروق، والحمد لله بعد انتهاء الحرب كان الحد الأدنى موجود من الأدوية والمستلزمات الطبية وتمكنا من الاستمرار في القطاع الصحي بالرغم من استهداف هذا العدوان للمنشآت الصحية،  حيث دمر حوالي ستة مستشفيات بشكل جزئي أو كلي وكذلك حوالي 36 مركز رعاية صحية دمرت بشكل كلي أو جزئي، اضافة الى ان حوالي نصف مليون مواطن كانوا في مراكز الإيواء، وقد ادت قلة المياه ومواد التنظيف إلى ظهور أمراض جلدية ومعدية كثيرة، وكنا بصراحة متخوفين من ان يتعرض نظام التطعيم  للخطر ، حيث أن فلسطين منذ عشرات السنوات خلت من أمراض مثل شلل الأطفال وغيره جراء نظام التطعيم الذي يعتبر من الافضل في المنطقة بشهادة منظمة الصحة العالمية، حتى إسرائيل أجبرتها منظمة الصحة العالمية بعد ظهور حالات شلل الأطفال وعزلها في داخل إسرائيل، لكن لدينا لم تظهر أي حالة، لذلك نظام التطعيم لدينا أنجع من نظام التطعيم الإسرائيلي. فكنا نتخوف من أن لا يتم تطعيم الأطفال لعدم تمكنهم من الوصول إلى مراكز التطعيم وعيادات الرعاية، ولكن ولله الحمد سارت الأمور الآن وتوقف العدوان وطواقمنا تعمل ليل نهار، فهناك شفتات صباحية ومسائية لتعويض المراكز التي دمرت من قبل سلطات الاحتلال، لحين تمكننا بإذن الله من ترميم وبناء ما دمره الاحتلال، هناك اهتمام كبير من الرئيس محمود عباس ومن رئيس الوزراء، رئيس حكومة التوافق، بإعادة البناء في قطاع غزة، وهناك مؤتمر للمانحين سوف يعقد في 12 أكتوبر في القاهرة، والحكومة على قدم وساق تعمل في جميع القطاعات لمحاولة تحديد الخسائر التي تكبدتها جميع القطاعات والتي تقدر بمبالغ كبيرة.
نأمل أن يتمكن مؤتمر المانحين من جمع أموال لإعادة البناء والترميم في قطاع غزة، والذي في تقديري سيحتاج إلى سنوات طويلة.

* الدستور: تحدثت عن العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، أثناء العدوان أنت زرت قطاع غزة، وتعرضت لما تعرضت له من وضع غير مقبول. هناك من يقول أن بعض المساعدات التي كانت تأتي عبر منافذ أخرى كانت تتأخر أو كان يقصد عدم سرعة إيصال هذه المساعدات للقطاع، لأسباب سياسية وغيرها.
الجانب الآخر تحدثت على موضوع مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة في 12 تشرين الأول، هل هناك تقديرات محددة لدى السلطة عن المبالغ التي يحتاجها قطاع غزة لإعادة الإعمار، والمدة التي يحتاجها حتى نقول أنه أعيد الاعتبار لنفسه وأعيد إعمار قطاع غزة من هذا العدوان الشرس؟

– عواد: قضية تعرضي عندما حاولت الذهاب إلى قطاع غزة، لقد منعتنا اسرائيل كحكومة التوافق، حيث حاربت إسرائيل حكومة التوافق منذ بداية تشكيلها، وأنا وصلت في أول أيام العدوان على غزة، وعندما لم نتمكن من أن نحصل على التصاريح اللازمة، اضطررت للذهاب، حيث كان هناك قرار من الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء بأن يذهب وزير الصحة إلى غزة كون عمل وزير الصحة أهم عمل في أوقات الحرب، حيث لا يوجد لدينا وزارة دفاع، فبالتالي ذهبنا إلى مصر وفي نفس الليلة توجهنا الساعة الرابعة صباحاً إلى معبر رفح وآخر كلمة قالها لي رئيس الوزراء بأنهم سيلحقون بي إلى غزة، حيث كان هناك توجه من الحكومة بالتوجه للقطاع، ولكن لحساسية الوضع يجب أن أصل على وجه السرعة كوزير للصحة لحين ترتيب زيارات لباقي الوزراء ولرئيس الوزراء، ولكن حصل ما حصل هناك حيث اعترضتنا فئة ضالة  مجرد أن خرجنا من البوابة وكدنا أن نفقد حياتنا، فالوضع لم يكن سهلاً، وواصلت الذهاب إلى غزة بعد معبر رفح لكن جاءني هاتف من الجهات العليا بأن هناك خطورة على حياتي فيما لو استمريت أنا والوفد المرافق بالذهاب إلى غزة، وبالفعل عدنا بصعوبة وكان هناك تنسيق مع الجانب المصري ولله الحمد عدنا وكان بودنا المتابعة، فأنا شاركت في حرب عام 2012 حيث كنت نقيباً للأطباء في فلسطين، وذهبت على رأس وفد طبي كبير ثالث يوم الحرب، وكنا في مستشفى الشفاء طوال فترة العدوان في 2012.
بالنسبة لإعادة الإعمار فيما لو فتحت جميع المعابر، وأنتم تعلمون أن مواد الإسمنت والحديد لو دخل كل يوم 300-400 شاحنة فنحتاج إلى سنوات في البناء، يجب إدخال آلاف الشاحنات يومياً لنتمكن خلال فترة من 3-4 سنوات إعادة الإعمار، هذا فيما لو كانت بالطاقة الكاملة،  ونأمل أن يتم ذلك، فهناك ضغط من الرئيس الفلسطيني ومن الأردن ومن الدول الشقيقة والصديقة لإعادة فتح المعابر، ونأمل أن نتمكن من ذلك.

*  الدستور: كان الناس في قطاع غزة ينتظرون ليس فقط زيارتك أو زيارة رئيس الوزراء، بل كانوا ينتظرون أن يكون الرئيس محمود عباس موجوداً بينهم، وأنه كرئيس دولة يجب أن يكون بين شعبه، لكن يبدو أن الاعتبارات السياسية هي التي حالت دون أن يحقق الرئيس هذه الرغبة.

-عواد: الرئيس محمود عباس إنسان صادق، وبالتالي كان يتابع أولاً بأول كل ما يحصل في غزة منذ الانقسام عام 2007، فلم تتخل الحكومة الفلسطينية عن واجباتها بتوجيهات من الرئيس محمود عباس تجاه أهلنا في غزة، وتعلمون بأن حوالي 48% من موازنة السلطة بقيت تذهب إلى القطاع حتى بعد 2007، رواتب الموظفين تذهب إليهم وهم جالسون في بيوتهم.

* الدستور: لكن هناك من مضى على عدم استلامه لراتبه حوالي 4 أشهر؟

-عواد: جميع الموظفين قبل الانقسام يحصلون على رواتبهم، وهم مسجلون في الديوان، لكن هناك الموظفون الخلافيون الذين توظفوا بعد 2007، وهناك لجنة إدارية قانونية تدرس أوضاعهم، فهؤلاء وظفتهم حكومة حماس خلال هذه السنوات، وهناك حوار باتجاههم، وتعلمون الأوضاع المالية التي تعيشها الحكومة الفلسطينية فهو وضع صعب جداً.
هدف القيادة السياسية لدينا هو إعادة إعمار غزة، والرئيس محمود عباس جاب العالم من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن أجل أهلنا في القطاع، وذهب إلى أبعد الحدود بالاتفاق مع الجهات الموجودة في غزة، وتمكنوا من التوصل لاتفاق الشاطئ والذي منه تشكيل حكومة التوافق، وكان هناك قرار بالنسبة للموظفين أنه لنهاية شهر كانون الأول اللجنة الإدارية القانونية ستدرس هذا الأمر، وهؤلاء لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر قبل أن تأتي حكومة التوافق، وكان هناك منع من الجهات الدولية بأن أي فلس يصرف لهم عبر الحكومة الفلسطينية ستتضرر جميع المنظومة المالية الفلسطينية، كان هناك قرار عالمي بمنع الصرف لهؤلاء، وكذلك الظرف المالي الذي تمر به السلطة الفلسطينية وهؤلاء حوالي 50 ألف موظف، فيجب ترتيب أوضاعهم، فلدينا ديوان موظفين، فنحن بلد مؤسسات، واستفدنا من التجربة الأردنية، فيجب أن يكون الموظف اسمه موجود في الديوان، ومؤهله وأقدميته ولجان مقابلات يشارك فيها الديوان، فنحن نتحدث عن 50 ألفا يحتاجون إلى دراسة، ففي وزارة الصحة الذين توظفوا في زمن حكومة حماس حوالي 4600 موظف في قطاع غزة، وهناك 2200 تقريباً مقصيون عن العمل ولا يعملون، ويحصلون على رواتبهم من الحكومة الفلسطينية الرسمية ولا يعملون، فيجب أن يكون هناك حل للجهتين، بأن يعود هؤلاء لعملهم وتقوم اللجنة الإدارية القانونية بدراسة أوضاع الآخرين بمشاركة الوزراء المعنيين، لكن أقول بأنه لا يوجد تراشق إعلامي من قبل الحكومة الفلسطينية بل بالعكس نحن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، وقدمنا المساعدات كحكومة.

*  الدستور: ما حصل في اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية، صوت واحد، سلاح واحد، حكومة واحدة، من الرئيس الفلسطيني، أيضاً حماس تقول بأنها لا تريد أن تنجر لهذا الصدام.

-عواد: في تقديري الرئيس محمود عباس هو الرئيس المنتخب ويعي ما يقول، وبالتالي في تقديري لترتيب الأمور هو يعي جيداً وهو إنسان صادق، ولا يقول ما لا يفعل. فنحن مع حكومة واحدة.

*   الدستور: عندما بدأ الحديث عن حكومة وفاق وطني فلسطيني، وحماس قبلت وأنتم كذلك، فجأة إسرائيل قالت بأنه إذا جاءت حكومة وفاق وطني فلسطينية فلن تعترف بها ولن تتعامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، فجاءت الحرب على غزة، وكأن المطلوب أن يكون هناك حرب حتى يكون الشقاق والنفاق والطلاق بين الطرفين.

-عواد: إسرائيل دائماً معنية بعدم الوحدة، كانوا يقولون لأبي مازن بأنه لا يمثل الشعب الفلسطيني، وأبو مازن لم يرضخ للضغوطات لا من أمريكا ولا من إسرائيل ولا من العديد من الضغوطات، وذهب إلى الوحدة، ولكن في النهاية ما زاد الأمر سوءاً عندما تم اختطاف الثلاثة مستوطنين.

*  الدستور: لكن من يسمع لمحضر الاجتماع في قطر وللرئيس محمود عباس ولقائه مع مشعل نشعر بأنه لم يتم تصفية الخلافات التي كانت شائعة حتى تبدأ على أرضية مشتركة.

-عواد: الرئيس محمود عباس تحدث أمام الجميع ومن باب النقد البناء، لكن تأكدوا تماماً أن الرئيس عباس حريص على الوحدة الوطنية وهو رئيس لكل الشعب الفلسطيني، وما يقال هنا وهناك غير دقيق، الرئيس معني بالوحدة وبالتالي هو من صنع حكومة التوافق.
الرئيس عباس هو رئيس للشعب الفلسطيني، وهو إنسان ذو عقلية وعلى المستوى العربي والدولي، فالكل يعرف من هو الرئيس محمود عباس، بتفكيره وبأفقه السياسي، ويشهد الجميع له.

*  الدستور: عندما كانت غزة تقصف وتضرب رأينا المظاهرات في الضفة الغربية والقدس وكل مدن فلسطين ليشعر العالم بأن جناحي الوطن الفلسطيني مع بعضهما البعض، لكن أمن السلطة هو الذي تصدى لتلك المظاهرات.

-عواد: هذا لم يكن، وغير صحيح، فكان هناك تفاعل كبير في المدن والقرى الفلسطينية من أجل أهلنا في القطاع، ورأينا المساعدات التي أرسلوها، والشاحنات التي سيّرت بمواد الأغذية، وشكلت هناك لجنة إغاثة عليا برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية، وكان الرئيس عباس يتواصل مع هذه اللجان أولاً بأول، فليس دقيق ما تسمعونه في الإعلام هنا وهناك. أيضاً كان هناك مسيرات تضامن مع أهلنا في القطاع.

*  الدستور: تقييمكم للأضرار في القطاع الصحي في غزة خلال العدوان الأخير على القطاع؟

-عواد: تقييمنا أكثر من 120-130 مليون دولار خسائر القطاع الصحي الحكومي.

*  الدستور: والأضرار في القطاعات الأخرى كم تقدّر؟

-عواد: لا يوجد لغاية الآن أرقام دقيقة، هناك لجنة عليا برئاسة الدكتور محمد مصطفى وزير الاقتصاد، وفي تقديري سوف تكون هناك أرقام دقيقة لتكون مصداقيتنا أمام المانحين مائة بالمائة، لكن لا يوجد لدي رقم دقيق حالياً، فنحن ننتظر الإعلان الرسمي من الحكومة حول المبلغ.

*  الدستور: بالعودة للقطاع الصحي في الضفة، نعتقد أنه ما زال قطاعا وليدا.

-عواد: هناك كفاءات تخرج من فلسطين، ونحن بنينا دولا في القطاع الصحي في الخليج وفي أوروبا هناك آلاف الأطباء الفلسطينيين، لكن أيضاً لدينا الوضع الصحي في فلسطين جيد، وقلت بداية بأن نظام التطعيم لدينا الأفضل في المنطقة، لدينا أيضاً نظام تأمين صحي فريد ،حيث مائة بالمائة من شعبنا بقرار من الرئيس الفلسطيني مؤمن صحياً، في الضفة الغربية حوالي 50% مجاناً.
الخدمات إذا كانت غير موجودة لدينا فكنا نقوم قديماً بالتحويل للأردن، وحالياً نحول لإسرائيل بسبب المديونية الموجودة علينا في المستشفيات والتي أنا بصدد دراستها، فكنت أنا ووزير المالية قبل حوالي ثلاثة أسابيع في الأردن واجتمعنا مع وزير الصحة الأردني الدكتور علي حياصات، واجتمعنا ونحاول حل هذه المديونية، وهذه المديونية حوالي 30-40 مليون دولار. فنحن بصدد برمجة هذه المديونية.
مع كل هذا، بتقديري أن الوضع الصحي الموجود لدينا جيد، فلا يوجد لدينا مواطن يحتاج إلى علاج حتى لو اضطررنا أن نرسله للخارج ولدول أوروبا وأمريكا فنرسله للعلاج مجاناً.

* الدستور: بالنسبة للمعيقات التي تضعها إسرائيل خاصة في موضوع الدواء الفلسطيني والتي تمنع أحياناً دخوله للأسواق في الداخل الفلسطيني، أراضي الـ48 والقدس، فهي تضع عراقيل أحياناً لتصديره.

-عواد: أولاً نحن نفتخر بالصناعات الدوائية الفلسطينية، فنحن نصدر الدواء لكثير من الدول العربية، وحتى أننا نصدر أدوية لدول أوروبية، فنحن نفتخر بالدواء الفلسطيني، وبشهادة الجميع أيضاً فمصانع الأدوية لديها المواصفات العالمية وشهادات وقاموا بالتصدير لدول الاتحاد السوفيتي سابقاً ولألمانيا ومالطا. لكن الدواء الفلسطيني لا يسوّق في السوق الإسرائيلي، ولكن بالنسبة لنا هناك بعض الأدوية لا يوجد بديل لها لدينا فنضطر لشرائها من إسرائيل.

* الدستور: الاكتفاء الذاتي من الدواء كم نسبته لديكم؟

-عواد: لدينا اتحاد الموردين للأدوية، فهناك أدوية تستورد من الخارج، الأدوية معظمها مركز في مصنع بيت جالا للأدوية وهناك مصنع بيرزيت ومصنع القدس للأدوية في رام الله، ومصنع في بتونيا وهناك عدة مصانع جيدة، وأيضاً هناك نية لإنشاء بعض المصانع.

* الدستور: كان الحديث أثناء الاعتداء على غزة بأن هناك إمكانية أن تكون انتفاضة ثالثة، وفجأة الأمن الفلسطيني والسلطة الوطنية غير راغبة في أن تكون هناك انتفاضة ثالثة.

-عواد: هذا حديث غير دقيق، هناك التفاف بتقديري حول القيادة الفلسطينية، ففي الضفة الغربية الأمور هادئة، والأمن موجود، فالأمن الموجود في المناطق الشمالية وتحت السيطرة الفلسطينية غير موجود في أي بلد آخر، بالنسبة للمناطق الجنوبية فنأمل أن تأخذ حكومة التوافق دورها، وبالنسبة للضفة فلله الحمد لا يوجد لدينا سرقات ولا جريمة منظمة، ونحن نفتخر بهذا الأمر، لكن إن وجدت فهي تتركز في المناطق التي لا يوجد لدينا سيطرة عليها ولكن أجهزتنا الأمنية تتابع هذه الأمور.

*  الدستور: تتحدث عن الأمن وأن السلطة مسيطرة على الأمن، لكن إسرائيل دخلت على الأقصى وهناك ترتيب للتقسيم الزماني، هل تعتقد أن التقسيم الزماني أصبح واقعاً لا محالة؟

-عواد: أولاً، القدس ليست تحت سيطرتنا. ثانياً الاحتلال لئيم وأنتم تعلمون ماذا فعلوا في الحرم الإبراهيمي الشريف زمانياً ومكانياً حيث قاموا بتقسيمه، نحن نخشى ما نخشاه أن يعيدوا تجربة الحرم الإبراهيمي في الأقصى، شعبنا جميعه ملتف حول عدم إنجاح هذا المشروع الصهيوني، وهناك تدخل وتنسيق مباشر بين الرئيس عباس وجلالة الملك عبدالله الثاني.

* الدستور: نريد أن نتحدث عن دور جلالة الملك والدور الأردني في حماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، فجلالة الملك هو صاحب الولاية الشرعية على القدس والمقدسات، وتم تجديد هذا باتفاق أردني فلسطيني، الآن كيف ترى الرعاية الهاشمية، والرعاية الأردنية على القدس والمقدسات.

-عواد: في تقديري الرعاية ممتازة وجيدة، وهناك تحذيرات شديدة اللهجة بالنسبة لباب المغاربة، وفي تقديري أن الإسرائيليين أوقفوه، فدور الأردن في هذا المجال نقدره والقيادة السياسية تقدره. ومجلس الوزراء يبحث كل هذه الأمور، ونحن لدينا وزارة خاصة  لشؤون القدس وذلك لأهمية القدس، دعم مالي ومعنوي وجماهيري وكل شيء، ولتثبيت الناس في بيوتهم.

* الدستور: لكن كيف تنظرون للدور الأردني في موضوع القدس، فهناك حوالي 600 موظف تابعين للأردن.

-عواد: هذا دور ممتاز، وهو دور مكمّل، ودور مهم ورئيسي، وهناك تنسيق مباشر بين القيادتين الأردنية والفلسطينية في صمود الناس في القدس، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية. لكن أقول بأن الحفاظ على صمود الناس في فلسطين أمراً ليس سهلاً، فلدينا 220-230 ألف موظف، فمن بداية الشهر لنهايته وزير المالية يبحث عن كيفية تأمين الرواتب لهذه العائلات، فالجميع يعلم الحصار المفروض على فلسطين، وتعلمون بأن هناك تقاعسا من جميع الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول في موضوع القدس والأقصى، فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهو مسؤولية كل العرب والمسلمين، والمقدسات ليست لنا فقط بل للجميع، لكن هناك تقاعس كبير، ونحن ليس لدينا إمكانيات.

*  الدستور: هناك سجال حول زيارة القدس وفلسطين، فهناك من يعتبرها تطبيعا وهناك من يجيز الزيارة.. ماذا تقول في ذلك.

-عواد: هناك من يقول بأن زيارة فلسطين ممنوعة، أنا كنت نقيبا للأطباء، وأنا عضو مجلس نقابة في الأردن، وكنت رئيساً لمركز القدس، كان في البداية الأطباء يترددون في الزيارة، الآن عندما يحدث مؤتمر طبي نجدهم يفعلون المستحيل لكي يأتوا للقدس، فعندما يكون هناك تواصل فهذه الأمور معنوياً تدعم الناس وتدعم صمودهم.

* الدستور: بالنسبة لمستشفى المقاصد والأزمة المالية التي مر بها فهل تجاوزها؟

-عواد: مستشفى المقاصد كان لديه أزمة مالية متراكمة عبر سنوات، ولكن نحن في الحكومة ندعم المستشفى بشكل كبير، لأنه من المؤسسات الرئيسية التي بها عنوان لعروبة القدس، بالتالي هناك دعم واهتمام من القيادة السياسية لجميع المؤسسات الوطنية في القدس وعلى رأسها مستشفى المقاصد.

*  الدستور: إلى أين وصلت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، هل هناك نية لعودة المفاوضات؟

-عواد: لا يوجد لدي معلومات دقيقة في الفترة الأخيرة، تعلمون التعنت الإسرائيلي، فهناك أمور كثيرة، منها الصفقة الأخيرة التي رفضوا حسب الاتفاق، هناك تدخل حسب ما فهمت من الإعلام من جلالة الملك في هذا الموضوع لاستئناف المفاوضات ويتدخل مع أمريكا في هذا الموضوع.
* الدستور: هل هناك سيطرة للسلطة على غزة؟

-عواد: نحن في حكومة التوافق قمنا بأقصى ما يمكن القيام به، بالرغم من الظروف، ولا يوجد وزير يستطيع أن يحكم وزارته في غزة، بالتالي لا يمكن الاستمرار بهذا الأمر، فيجب وضع حل لهذه الأمور، فتعدد السلطة لا يجوز، وجهة نظر الرئيس أن الحكومة سلاح واحد وحكومة واحدة، فيجب أن يندمج الجميع في حكومة واحدة وفي سلطة واحدة وفي سلاح واحد، فهذا المطلوب، فنحن بلد مؤسسات، فالأردن بلد مؤسسات لأجل ذلك يوجد الأمن والأمان في الأردن، وهذا أمر نفتخر به، لذلك نود أن نستفيد من التجربة الأردنية.

* الدستور: هل تخاف السلطة الوطنية الفلسطينية من تنظيم داعش؟
-عواد: لا يوجد لدينا داعش، فهذا الموضوع غير موجود لدينا.

*  الدستور: هل ستحظرون الإخوان المسلمين؟

-عواد: لا، فنحن بلد ديمقراطي، ومثلما يقول الرئيس أبو مازن أن دور حكومة التوافق لستة أشهر ومن ثم انتخابات، ومن ينجح في الانتخابات يتسلم السلطة.

* الدستور: قبل أن تأتي حكومة الوفاق، لو كانت السلطة في الضفة الغربية، هل أصبح تشكيل: فلاح، مدني، شمال، جنوب، لاجئين، مقاومين؟

-عواد: التشكيلة لا يأخذون هذه الأبعاد بها، ليس بالضرورة أخذ البعد الجغرافي، ففي الحكومة السابقة مثلاً كنا اثنين من محافظة الخليل، وهذه المرة أيضاً اثنان في هذه الحكومة، فيتم أخذ البعد الجغرافي أحياناً، لكن قد يكون هناك أكثر من وزير من منطقة واحدة.

* الدستور: أنت رئيس مركز القدس في نقابة الأطباء، فأي طاقية تلبس أحياناً، وزير صحة فلسطين أو غير ذلك.

-عواد: عندما استلمت الوزارة نائبي استلم النقابة، في تقديري لن أعود لأن فترتنا انتهت وخدمت مدة طويلة في العمل النقابي.

* الدستور: عندما تكون هناك لقاءات ثنائية مع الوزراء في الأردن، ما أكثر القضايا الملحة التي يتم التحدث حولها؟

-عواد: نحن كوزراء نتحدث في الأمور الخدماتية، فكان لنا اجتماع مع الدكتور علي حياصات وزير الصحة الأردني، حيث قدم لنا كل شيء، فنحن نستفيد من التجربة الأردنية، وفتح الدكتور حياصات لنا كل الأبواب، فالتجربة الأردنية نقدرها كثيراً، ونسير بإذن الله على نفس الخطى.
الأردن المتنفس لنا، وهي على رأس الدول، أيضاً السعودية والكويت ومصر وكل الدول العربية والدول الصديقة.

* الدستور: بعد العدوان على غزة، كان هناك تدمير للمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات..

-عواد: العملية التعليمية ستنطلق يوم 14/9/2014، وسيكون هناك دراسة في المدارس على نظام الشفت الصباحي والشفت المسائي، حيث كما تعلمون هناك مدارس مدمرة.

*  الدستور: للذين دمرت بيوتهم، وللمدارس التي لا يوجد إمكانية للدراسة فيها، وللخدمات من بلدية وصحية والصرف الصحي وغيرها؟

-عواد: الكهرباء والمياه أمور بها مشكلة، هناك السفينة التركية العائمة من أجل الكهرباء فهذه ستغطي جزءا، والحكومة أيضاً تعمل، هناك إعاقات من الاحتلال حول هذه السفينة ولكن سيتم بإذن الله التغلب على هذه الإعاقات ولو اضطررنا لوضعها في العريش، هناك أموال رصدت لعملية المياه وتقطير المياه، لأن هناك أزمة مياه.

*  الدستور: تقارير الصحة الدولية أو العالمية تتحدث عن أن 95% من مياه غزة غير صالحة للشرب، هل هذه حقيقة؟

-عواد: هي حقيقة، لكن ليس بهذه الضخامة، ولكنها موجودة، وهذه مشكلة، لكن هناك جهود من الحكومة في هذا المجال،حيث يتم تكرير للمياه في شمال القطاع وجنوبه بمئات الملايين.

تعليقاتكم