مجتمع الصحة

لأنني مطلقة لا يعرضون علي إلا «شهواتهم».. ماذا أفعل؟

مشكلتي هي مشكلة الأخت «خلودة» نفسها التي قرأت ردك عليها، لكني أختلف عنها في أنني منفصلة، عمري 30 سنة، تزوجت وطلبت الانفصال. لا أقول فاشلة؛ لأن التجربة نتعلم منها. أنا جميلة الحمد لله، وكثير من الشباب يتقدمون لي، وعندما يعلمون أنني منفصلة يعرضون عليَّ شهواتهم، ويطلبون مني أشياء لا يمكن أن تكون إلا بعد الزواج، وعند الرفض يبتعدون عني. لست نادمة على أنهم يبتعدون، لكني أستغرب لماذا لا ينظرون إليّ في الحلال؟! هذا الأمر سبب لي ضيقاً شديداً وألماً نفسياً، وجعلني لا أثق في أحد، ولا أثق في أي رجل. بدأت لا أعلم الصادق من الكذاب، وأصبحت أخاف من رجل يأتي لخطبتي، ثم يتركني. أخاف أن أضعف في يوم من الأيام.
(سنسن)

1- أشكرك يا حبيبتي (سنسن) على صراحتك، وأشكرك على معرفتك لنفسك وعدم المبالغة في طرح مشكلتك.
2- صدقيني يا ابنتي حين أقول إن معرفتك هذه هي نصف حل للمشكلة. فالأهم دائماً أن نعرف حجم مشكلتنا ونعي أسبابها؛ لأنه لا يمكن حل مشكلة غامضة لا نفهم دوافعها وأسبابها.
3- ولكن، أقول «ولكن» لأني أرفض التعميم، فليس كل الرجال أوباشاً ويعاملون المرأة باحتقار، كما ليست كل النساء مثاليات. لهذا يا ابنتي فكري في أن الله خلقنا كائنات مختلفة، وفي هذا حكمة، أهمها الأمل بالعثور يوماً ما على من يشبهك أو يكملك.
4- أتفق أن كثيرين يعتبرون المطلقة فرصة لإقامة علاقة محرمة، وهذا بسبب عادات وتقاليد خاطئة، ويكفي أن نتذكر أنه في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) كانت النساء الأرامل والمطلقات يتزوجن لأكثر من مرة، ومنهن من تزوجت وأنجبت من ثلاث أو أربع زيجات، وهي كانت مطلقة أو أرملة!
5- ذكّري نفسك بهذه الحقائق؛ لكي تغيري نظرة الآخرين لك، ولن يكون هذا إلا بثقتك واعتزازك بنفسك، فالرجل في أعماقه يعجب ويحترم بالمرأة الواثقة (وليس المغرورة) والقوية (لا المتحدية)، والمؤمنة التي توفر له الطمأنينة.
6- تأكدي أيضاً أنك لست بحاجة إلى تقرب كل الرجال منك. بل يجب أن تحيطي نفسك بهالة من الاحترام تدفع الرجل إلى الخوف من التقرب منك بأسلوب رخيص أو نية سيئة. أقيمي دائرة ضيقة لعلاقاتك وارتبطي بصداقات عائلية، فهذه الأجواء تحميك وتوفر لك في الوقت نفسه فرصة التعرف إلى نوع آخر من الرجال الأسوياء، وقد يكون لك نصيب مع أحدهم.
7- لا تخافي من ضعفك، فالله خلق الإنسان ضعيفاً، لكنه منحه أدوات ليحمي نفسه، وأهمها الإيمان؛ فإيمانك القوي سيدفعك إلى التعفف رغم بعض العذاب، ويدفعك للأمل، ويفتح لك سبيلاً؛ لتبدئي حياتك من جديد.
8- ومع ذلك فإذا كنت من النساء اللاتي يحتجن الزواج؛ خوفاً من الفتنة، فلا بأس ولا عيب من اللجوء إلى الخاطبة، فما زال هذا الأسلوب موجوداً في معظم مجتمعاتنا، وقد تتوافر عن طريقها زيجة معقولة تريح نفسك، وقد يكون العريس قد مرّ بتجربة تشبه تجربتك. من يدري يا ابنتي؟ أحسني الظن بالله، وعيشي حياتك بإيمان ووقار وعمل نافع، فتفتح لك كل الأبواب بإذن الله.

وللبنات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن “خالة حنان” عادت لتدعم كل الفتيات وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص khala.hanan@sayidaty.net
خالة حنان: مجلة سيدتي

تعليقاتكم