مقالات طبية

زيكا بعبع الصحة الجديد بين الواقع والحقيقة

صحة نيوز – صراع البقاء واقع نحياه منذ بدء الخليقة بشكل أو بآخر من أشكال التحديات التي تُفْرَض علينا قدرا وفطرة أو التي نجهد لكي نلقي أنفسنا فيها لطمع أو مغامرة في عالم المجهول، أو جشع نتيجة الأنانية والبخل.
أعيش آسفا ؛على لحظات تبكيني ندما عندما أفتح صفحة جديدة من كتاب التعلم الذاتي لأضيف فقرة أو حكمة، استخلصتها من فصل حياتي جديد، فتمضي سنوات العمر؛ نصارع فيها من أجل البقاء وتحسين ظروف الحياة، ونظرة سريعة على حال جيلنا منذ ولدنا فنجد أننا جيل الصراعات؛ السياسية، الدينية، القومية، العلمانية.
لكل « صراع» منها فقرات حياتية ،تحتمل الصواب والخطأ ولكنها بحكمة، يضاف اليها جديد المفاجآت من الأمراض الفيروسية التي شكلت متوازية عمرية، تهددنا حتى إذا انتهت الحرب مع واحدة منها، فإذا ببركان جديد وشكل جديد من النار التي تقترب لتلهب هشيم سعادتنا فتحجم الآمال وتأسرها بصندوق ضيق الأبعاد، يمنع الانفراج بزاوية التفاؤل ليعلمنا بأن حرب الصراع للبقاء تتعدى حدود الرؤية، فقدرنا الاستعداد الدائم لحرب البقاء.
آخر تحديات الصحة ظهور فيروس «زيكا» الذي يحتل أحاديث المجالس ويشكل تحديا جديدا لمختبرات العلماء ،التي لم تتنفس الصعداء بعد من حرب شرسة ما زالت تلقي بظلالها وهي فيروس»أج1 أن 1»، والأيبولا ..وللتوضيح فهذا الفيروس النكد «زيكا» هَو فيروس مُستَجد يَنتمي لِعائلة الفَيروسات المُصفرة وَيُصنف ضمن جِنس الفَيروس المُصفر، ينتقل بعدواه عن طريق لدغات البعوض.
أن أكثر الأعراض المرضية شيوعاً، تشكل متلازمة مرضية مكونة من ارتفاع بدرجة حرارة الجسم، طفح جلدي، ألم بالمفاصل، صداع بمقدمة جبهة الرأس، والتهاب الملتحمة بالعين التي تتسبب بإحمرار غير مألوف في العين، والنشاط الرئيسي للفيروس يمتد عبر ساعات النهار بصورة أنشط منها في ساعات المساء، ويستمر المرض بأعراضه البسيطه لفترة زمنية قد تصل لأسبوع على أن تشتمل الخطة العلاجية بواحدة من فقراتها بملحق التشخيص بإدخال المصاب للمستشفى.
بدات الحكاية لهذا الفيروس اللعين بشهر أيار من العام الماضي بدولة البرازيل في أمريكا الجنوبية حيث أصبح بتأثير مزعج على الجهاز العصبي بأطرافه الممتدة، كما أنه تسبب بولادة أطفال بإعاقات مرضية البعض منها جديد وغير مألوف إضافة لتحديات جديدة مهددة لسلامة الحمل، الأمر الذي أوجب مبررات تحذيرية للبلدان الموبوءة، علماً أن هناك من البراهين العلمية التي تشير أن شرارة البداية الفعلية بدأت بالدول الأفريقية وشرق آسيا التي تتغلف بثوب الانكار والاهمال، ويتوقع أن تتسع رقعة الأصابة لتمتد لدول عديدة، واقع يفرض صعوبة بتحجيم حدود الانتشار عبر مسافات الزمن، خصوصا أن معظم بلدان قارة أفريقيا الجنوبية قد أصبحت تحت مجهر الاصابة.
لا يوجد حتى الساعة مطعوم فعال أو علاج شفائي من الاصابة، والخطة العلاجية أو الوقائية يمكن أن تشتمل على تناول كمية إضافية من السوائل، لمنع حدوث الجفاف إضافة لخافضات الحرارة ومسكنات الألم مثل الأسيتومينوفين أو أي من أفراد عائلته.
يحذر تحت طائلة المخاطرة تناول الأسبرين أو مسكنات الألم غير الاستريتيدوية مثل البروفين والنابروكسين والفولتارين حتى انتهاء أعراض المتلازمة المرضية حتى لا يتطور الأمر لحدوث نزيف معوي يهدد الحياة من زاوية جديدة كمضاعفة علاجية. خلال الأسبوع الأول من المرض، قد يُفْرَز زيكا فيروس بالدم وينتقل من الشخص المصاب بلسعة بعوضية لأخرى حيث يتسابق بنيان دائرة الإصابة، واقع يدلفنا لارتداء الملابس الواقية والطويلة التي تحمينا من لدغ البعوض، استخدام المراهم الواقية للجلد كشكل من أشكال الحماية، الاهتمام بالمداخل والشبابيك بواقيات شبكية تمنع دخول البعوض وممارسة هوايته أضافة لاستخدام شبكات الوقاية لحماية مقاعد الجلوس وغرف النوم.
كما يفضل المحافظة على تهوية الجلوس باستخدام أجهزة التكييف. من المهم أن ندرك ونعترف بحقية التهديد بأنه عندما يصبح أول الأدلة المتاحة ولادة حالة خطيرة عنوانها صغر الرأس وتشوهات خلقية أخرى، فنحن بحاجة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك التدابير الاحترازية، وهو واجب أساسي من واجبات منظمة الصحة العالمية كتهديد عالمي، خصوصا بتقصيرها السابق عندما واجهت انتقادات شديدة للانتظار طويلا لاعلان تفشي الايبولا كطارئة صحية عمومية قبل توفير موارد الحماية التي تحتاجها لقيادة الاستجابة الدولية لزيكا.
المناعة ضد مخاطر المرض قد تحتاج لفترة زمنية حتى تتراكم المناعة الذاتية إما عن طريق العدوى الطبيعية واستنفار/ استفزاز جهاز المناعة أو عن طريق اكتشاف مطعوم فعال والذي يحتاج لمدة تتراوح بين ثلاث لخمس سنوات ليصبح متناولا.
على السيدات الحوامل ارتداء ثوب الجدية والحذر لتجنب الوقوع بالمحظور بغياهب المرض. الرعب الذي رافق ولادة هذا الفيروس يحتاج لوقفة تحليل عقلانية واقعية حتى لا يصبح هاجسا وطنيا، فكفانا هواجس وأحلام نرجسية، فهو ليس بخطر يهدد الصحة بالنسبة للبالغين تحديدا، ففي تصريح لوزير الصحة البرازيلي أكد أن حوالي ثمانون بالمائة من السكان المتضررين، لا تتطور لديهم أعراض هامة، بل هناك نسبة كبيرة لديهم الفيروس بدون الأعراض، ولكنه أمر يجب أن يحارب بمحمل الجد فالتعامل معه بحسن النية والمبالغة بالايمان قد يتسبب بمضاعفات كارثية على مستوى الكوكب الأرضي، واحد من الدوافع الرئيسية لإعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ لتمويل وإطلاق دراسات لمعرفة وتحديد نقاط الارتباط إن كانت واقعية بين الأطفال الجدد بحجم الرؤوس الصغيرة مع فيروس زيكا، وهو إنذار بهدف الاستجابة الدولية المنسقة للوصل للجزء السفلي من معطيات المعادلة الصحية.
أن الاهتمام العالمي بهذا الوباء يندرج لاعتبارات متعددة ويجب أن يكون عبرة تحذير وليس عامل خوف وطني، فنحن في الأردن قد بدأنا الاستعداد لمواجهة الحدث إن تطلب الأمر خصوصا في التجمعات السكانية المفاجئة ذات كثافة الاختلاط، ويقيني أن دوائر المسؤولية الطبية والصحية والأمنية تنبهت للأمر منذ بداياته، علماً أن منطقة الشرق الأوسط خالية من الوباء حتى اللحظة حسب التحديث الأخير الصادر اليوم، عن نظمة الصحة العالمية ولكن الخوف من انتقال العدوى بظروفها هو الأساس لاهتماماتنا الطبية ويقظتنا بالمحافظة على اسهمنا الصحية في قمة بورصة المحافظة.

تعليقاتكم