نافذة طبية

الشد العضلي.. ضيف ثقيل لا يقتصر على لاعبي الكرة

ألم شديد يهاجم القدم أو الساق منتصف الليل ويوقظنا من النوم، حالة يعرفها الكثيرون وتحدث أحيانا في فترات النهار وتعرف بين الناس بـ”الشد العضلي”، فيما يعرفها الأطباء بالتقلص العضلي اللاإرادي.
ويحدث هذا التشنج نتيجة تقلص قوي للعضلات، وتعتمد شدة الألم على العضلة المصابة، فكلما زاد حجم العضلة زادت حدة الألم.
والمحير في تشنج العضلات أنه يصعب ربطه بسبب معين، فأحيانا يأتي نتيجة بذل جهد عضلي كبير وأحيانا يظهر في الحالات التي يكون الإنسان فيها في هدوء تام. وينظر الأطباء لتشنج العضلات بشكل عام كمؤشر على وجود مشكلة في التواصل بين الأعصاب والعضلات.
ويعتبر التشنج العضلي من المشكلات التي يواجهها لاعبو كرة القدم بشكل مستمر وهو يحدث في هذه الحالة نتيجة للضغط الشديد على العضلات، ولكن ما سبب ظهور هذا التشنج لدى غير الرياضيين؟
يوضح تقرير لموقع “بيسر جيزوند ليبن” الألماني المتخصص بالشؤون الصحية، أن التحميل الزائد على العضلة لا يقتصر على ممارسة الرياضة فقط ولكنه قد يحدث أيضا نتيجة لحركة غير صحيحة أو بسبب نقص مواد معدنية معينة في الجسم، كما أن اضطرابات عملية الاستقلاب التي يتسبب فيها مرض السكري على سبيل المثال، قد تؤدي إلى تشنج العضلات.
في الوقت نفسه يحدث التشنج العضلي كأثر جانبي لبعض العقاقير الطبية، كما أن مشكلات الدورة الدموية قد تؤدي إليه أيضا.
وعند حدوث التشنج العضلي في القدمين أثناء النوم، ينصح الخبراء بالإمساك بأصابع القدم ثم شدها للداخل والشخص مستلق، إذ تساعد هذه الحركة على إيقاف التشنج وتقليل الشعور بالألم. ومن المهم أن يحاول الشخص الاسترخاء في تلك اللحظة رغم الألم، والتنفس بعمق.
البحث عن الأسباب
ورغم صعوبة حل مشكلة الاضطرابات العضلية، فإن هناك بعض الخطوات المفيدة لتحديد أسباب الأمر وأولها فحص نسبة المغنيسيوم في الجسم، إذ يلعب المغنيسيوم دورا مهما في التأثير على الجهاز العصبي والإشارات التي يرسلها للعضلات.
ومن الأسباب البسيطة التي تؤدي إلى مشكلات كبيرة متعلقة بتشنج العضلات، هو نقص ملح الطعام، فالإنسان يفقد الملح أثناء التعرق، حتى أثناء النوم. وعندما يقل مخزون كلوريد الصوديوم “ملح الطعام” في الجسم نتيجة لعدم تناول أطعمة مملحة بالقدر المطلوب، يحدث تشنج العضلات.
ومن المهم مراعاة حصول الجسم على نسبة معقولة من الملح خاصة في فترات الصيف التي يزيد فيها التعرق أو عند ممارسة الرياضة بشكل مكثف، لأن هذه الأنشطة تجعل الجسم يفقد الكثير من كلوريد الصوديوم مع العرق.
ولا يجب تجاهل التغذية المتوازنة عند البحث عن أسباب التشنج العضلي، إذ إن الكالسيوم أيضا من المواد التي تلعب دورا مهما في صحة العضلات والأعصاب. ومن المهم حصول الجسم على نسبة كافية من الكالسيوم من خلال الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة ومنتجات الألبان.
وما لا يعرفه الكثيرون أن استفادة الجسم من الكالسيوم تتم بالتوازي مع الحصول على فيتامين “د3″، الذي ينتجه الجسم نتيجة التعرض للشمس، لذا يجب الحرص دائما على التعرض لضوء الشمس.
وتعتبر الخمور أيضا من أسباب تشنج العضلات إذ إن الكحول يتسبب في جفاف الخلايا، وفقا لتقرير موقع “بيسر جيزوند ليبين” الألماني.

تعليقاتكم