اسرة و صحة

الأطفال.. الفوضى فرحة رمضان!

تسعى الثلاثينية أم مهند إلى مشاركة أطفالها في تحضيرات مائدة رمضان، فيتقاسمون الأدوار في وضع المفرش على المائدة، تجهيز التمر، نقل الأطباق والملاعق وغيرها من مستلزمات وجبة الإفطار.
تؤكد أم مهند أن هذه المشاركة تدخل البهجة والسرور على قلوب أبنائها، بحيث يشعرون بالأجواء الرمضانية المميزة، فيقبلون على الطعام بشهية خصوصا أنهم مشاركون في تحضيره.
وتتابع، “لا تقتصر مساعدة أبنائي في تحضير المائدة فقط، فهم يقومون ببعض الأعمال التي أوكلها لهم، منها تقطيع الخبز لإعداد الفتوش أو الفتة، تجهيز العصائر، طحن الجوز، تقطيع الفستق وغيرها، فربة المنزل تستطيع تفعيل دور أبنائها في تحضير المائدة قبيل موعد الإفطار”.
يعد شهر رمضان المبارك فرصة لاجتماع العائلة على مائدة الطعام، ويمكن استغلال هذه الأوقات في تدريب الطفل على آداب المائدة ليعتاد عليها منذ الصغر، ويصبح السلوك اللائق مرافقا له كل العمر، ومن الجميل مشاركة الأطفال في إعداد مائدة الإفطار وترتيبها قبيل مجيء موعد الإفطار.
ويتسبب الأطفال أحيانا بالفوضى في أوقات العزائم، فهناك وسائل يمكن للأهل اتباعها لتجنب هذه الإزعاجات، وهنالك أهال يشجعون الطفل على التمادي في سلوكيات غير مقبولة على المائدة بغرض تشجيعه على تناول الطعام، سواء كان تناول الطعام في المنزل أو في الخارج.
وتلبي نائلة مراد (34 عاما) رغبات أطفالها الثلاثة في اختيار أصناف الطعام لمائدة رمضان، بحيث تستمع لآرائهم قبيل إعداد الطعام، وعندما تتعارض هذه الأراء يأتي دورها في إقناعهم بصنف ما يليها ما يشتهون بالأيام القادمة.
تقول مراد، “يقبل أطفالي على الأكلات التي يطلبونها بشهية كبيرة جدا، وتنهال كلمات الشكر والمدح على هذه الأطباق، فليس هناك أجمل من رؤية الطفل مستمتعا بطعامه وخصوصا بعد ساعات طويلة في الصيام”.
واستطاعت الموظفة عبير زكريا حل إشكالية مائدة رمضان وفوضى الأطفال في العزائم هذا العام حسب قولها، عندما خصصت جلسة لهم بذات المكان الذي تتناول به العائلة والمدعوون وجبة الإفطار.
تقول، “قمت بتفصيل طاولة جانبية يلتف حولها عدد كبير من الكراسي الملصقة بالحائط قبيل مجيء الشهر الفضيل، وزينت هذه الكراسي بالشبر الملونة التي تسعد الأطفال، كما اشتريت لهم أطباقا وأكوابا ملونة، فأصبحت مائدتهم مميزة بكافة محتوياتها، ونالت رضاهم وإعجابهم”.
وتشتكي الأم رانيا من سلوكيات أبنائها الصغار على مائدة الإفطار في العزائم، بأنهم يتسببون لها بإحراجا كبيرا في الفوضى التي يسببونها أولا، إلى جانب إفصاحهم عن عدم رضاهم عن مذاق طبق ما بل وصفه بالسيئ أمام صاحبة المنزل ومعدة الطعام.
تقول الأم، “وبّخت أبنائي أكثر من مرة على هذه السلوكيات، فيبادرون بالاعتذار، لكنهم يكررون فعلتهم في دعوات أخرى، رغم تحذيراتي الشديدة قبل مغادرتنا المنزل”.
تشير التربوية د. أمل بورشك إلى أن كل موقف حياتي هو موقف تعليمي بناء، وهنا يمكن ترجمة الدعوة الى فرصة لتعليم اداب المائدة واسلوب تناول الطعام والتحدث بأدب واﻻمتناع عن الحديث اثناء احتواء الفم على لقيمات طعام.
كما أن مساعدة اﻻهل في اعداد المائدة يصقل الشخصية ويضفي جوا جميلا على الأسرة وفق بورشك، اذا تقبلت ما يصنعه اﻻبناء عند ترتيب المائدة، وخاصة هي فرصة لتوظيف مادة التربية المهنية على ارض الواقع فالصغار يحبون الجديد والحداثة وهذا بدوره يخرج الاسرة من التقليد الممل.
وبالنسبة لاختيار نوع طعام محدد تقول بورشك، “ يجب ان لا يجبر الطفل على تناول ما ﻻ يحب لأنه يعتمد على رغبة الطفل لعدم تقبل البعض اصنافا ﻻ يحبونها وعلى اﻻهل توعية اﻻبناء للقيمة الغدائية والفوائد الصحية للوجبات ولكن عدم اجبار النباتيين على المواد الحيوانية، ويوجد اطفال ﻻ يمكن ان يتناولوا اﻻ ما يحبون ليس دلعا بل هو يعتمد على ما يستسيغون.
توضح بورشك ان اﻻلتزام بالهدوء واﻻكل الصحي شيء يدل على اتزان النفس البشرية، وميل الفرد الى الحفاظ على الهدوء دليل على السلامة العقلية وﻻ يتناقض الهدوء مع الوجبة الصحية بل على اولياء اﻻمور اﻻلتزام بسلوكات ايجابية في تناول الطعام امام ابنائهم وتعويدهم على ضبط انفسهم.
تضيف، بالنسبة لفصل اﻻطفال عن الكبار فهو سلوك مقبول اجتماعيا حتى ﻻ يستمع اﻻطفال لكل اﻻحاديث التي يتناولها الكبار، ولكن هناك اباء وامهات يحبون ان يكرموا ابناءهم بالجلسة ويعتبرون عكس ذلك تقليلا من قيمة اﻻبناء، رغم أن وجود اﻻطفال معا يمنحهم مساحة من الاستقلالية وتحت بند احترام الكبير وضيق المكان فهذا يعزز القيم لدى الطفل وهو متبع في كثير من اﻻسر.

تعليقاتكم