فحوصاتك و مختبرك

الأجنة المخلقة.. هل نقبل إنتاج حيوانات بأعضاء بشرية؟

صحة نيوز – يسعى العديد من الباحثين إلى تعديل حيوانات لتحمل أعضاء بشرية آملين حل مشكلة قلة المتبرعين بالأعضاء، مما دفعهم إلى محاولة تعديل جينات خنازير وأغنام لهذا الغرض، لكن هذه الأبحاث تطرح أسئلة أخلاقية خطيرة جدا.

وكشف خوان كارلوس إزبيسوا بيلمونتي من معهد سالك في كاليفورنيا في يناير/كانون الثاني 2017 أنه أدخل خلايا جذعية بشرية في أجنة خنازير إلا أنه تم تدمير هذه “الأجنة” في نهاية المطاف بعد 28 يوما، وفقا لما ينص عليه القانون الأميركي.
وقد بدأت الخلايا البشرية فعلا في تطوير أنسجة العضلات، كما تم الإعلان عن تجارب أخرى من هذا النوع.
وتقول مديرة الأبحاث لورا كولنبل إن الأبحاث في هذا الميدان تهدف إلى إنتاج أعضاء داخل حيوان كبير، موضحة أنهم يعطلون الإنتاج الطبيعي للبنكرياس لدى الحيوان المعدل وراثيا، لتقوم خلايا بشرية مزروعة بإنتاج بنكرياس بشري محله ليتم بعد ذلك استئصاله وزرعه لشخص مريض، وذلك وفقا لمقال للصحفي وولوف بسموند في صحيفة لا كروا.
يخرقون القانون
ويقول برنارد بارتشي أستاذ الفلسفة في جامعة جنيف وعضو لجنة أخلاقيات المعهد الوطني للإحصاءات “إن العلماء الذين يستخدمون هذه التركيبات لدراسة المراحل الأولى لتطور الخلايا البشرية يخرقون القانون الذي يحظر العمل على الأجنة من أجل التجارب والبحوث المتقدمة”.
وتقول الصحيفة إن هذه التقنية ليست جديدة، وطالما تم تطبيقها في مجال الحيوانات وقد وضعت منذ 1960، وهي تقضي بإزالة بعض الخلايا من الجنين في مرحلة مبكرة والاستعاضة عنها بخلايا من كائن حي آخر، ففي عام 1969 حصلت الفرنسية نيكول لي دورين على أول نتيجة مقبولة في هذا الميدان بعد زرع خلايا السمان في أجنة الدجاج، وفي عام 1980 حصل فريق بحث على نوعين من الفئران قابلة للحياة.
وفي عام 1984 أعلنت اثنتان من المجموعات البحثية في كامبريدج عن خلق كائن هجين بين الضأن والماعز، وفي عام 2010 أنشأ باحثون يابانيون لأول مرة فأرا له بنكرياس جرذان.
أسئلة أخلاقية
وتثير هذه الأبحاث أسئلة أخلاقية خطيرة جدا، فأين تقع الحدود بين الإنسان والحيوان؟ وهل هناك عتبة لا يجوز تجاوزها؟ وهل هناك خطوط حمر يجب على المجتمع العلمي عدم تجاوزها؟
ويتساءل الباحث بير سافاتييه من ليون وعضو معهد “يونسم” “إذا سمح للخلايا الجذعية البشرية بأن تنشئ عضوا فمن يضمن أنها لن تنتج خلايا عصبية بشرية في دماغ خنزير مثلا؟”.
ويضيف “نحن لا نريد بأي حال من الأحوال أن يكون للحيوان الناتج مظهر شكلي بشري، ومن غير المنطقي أن تكون هناك حيوانات فيها شيء يشبه الأذن أو القدم البشرية”.
ويواصل قائلا إن “التكنولوجيا ما زالت غير متطورة بما فيه الكفاية، وإن الخلايا البشرية ما زالت عصية على التطور في بيئة غريبة للغاية”، مشيرا إلى أن الهدف هو إنقاذ المرضى فقط.
مفهوم الإنسانية
ويقول جون دي فوس منسق قسم الهندسة الخلوية والنسيج في مستشفى سانت إلوي (مونبلييه) “إن احتمال وقوع خروق لا يعني ألا نقوم بتلك التجارب”.
لكن مدير التدريب والأبحاث في تحالف فيتا بلانش ستريب يعارضه في ذلك الموقف ويرفض اختزال القضية الأخلاقية في نجاعة هذه التقنيات وتعريف بعض الخطوط الحمر.
ويوضح “يجب أن ننبه إلى أن التلاعب بهذه الجينات البشرية يهز مفهوم الإنسانية ويثير الغموض بشأن الحد الفارق بين الإنسان والحيوان، كما يهدد من ناحية أخرى بنقل أمراض حيوانية إلى البشر”.

تعليقاتكم