أخبار الصحة

اطباء يعيدون الامل بالانجاب بعد استئصال الرحم

إنجاز طبي عالمي كبير ولادة الطفل فينسان قبل أوانه بشهرين من رحم مزروع. حققت هذا الانجاز مجموعة لامعة من الجراحين الاختصاصيين في الطب النسائي ومعهم البروفسور اللبناني الفرنسي جمال الأيوبي، ما يعيد الأمل إلى النساء بالإنجاب بعد استئصال الرحم، وذلك من خلال زرع آخر لهن من واهبة تفتح آفاقا جديدة لوهب الأعضاء.

تم الإعلان عن ولادة اول طفل في العالم من خلال زرع الرحم لسيدة عمرها ٣٦ عاما كانت تعاني من تشوها خلقيا بعدم وجود رحم لديها، في مستشفى في أسوج على يد البروفسور ماتس برونشتروم وفريقه الطبي من جامعة غوتبرغ، نتيجة تعاون فرنسي سويدي. هذا الإنجاز الطبي الواعد كان بدأ العمل عليه مستشفى فوش في باريس منذ اكثر من ٣ سنوات مع فريق طبي برئاسة رئيس قسم الجراحة النسائية والتوليد البروفسور جمال الأيوبي، ومعه اب طفل الأنبوب في فرنسا البروفسور رنيه فريدمان.
“النهار” التقت الأيوبي في باريس الذي تحدث عن هذا التعاون، بعدما انطلق بالعمل على استئصال الرحم من سيدة واهبة حية صديقة للعائلة عمرها ٦١ عاما، لزرعه عند أخرى. وأوضح الأيوبي ان عملية استئصال الرحم لزرعه تختلف كليا عن الاستئصال العادي، وانها تستغرق بين ٧ إلى ١٠ ساعات مقابل ساعة او ساعتين للاستئصال العادي، لأن الجراح يحتاج الى التحضير وذلك من خلال استئصال الشرايين والأنسجة المحيطة ليبقى صالحا للزرع.
بدأ هذا التعاون بين الطاقم الطبي الفرنسي برئاسة الأيوبي والطاقم الطبي الاسوجي برئاسة البروفسور برونشتروم بمشاركة الطاقم الطبي الفرنسي في البحوث الطبية الجراحية في اسوج ومشاركة الطاقم الطبي الاسوجي في البحوث الطبية الجراحية في مستشفى فوش في باريس. وكان هذا العمل العلمي الجبار يحتاج إلى موافقة السلطات الرسمية الطبية الفرنسية مثل وزارة الصحة والوكالة البيولوجية الطبية ومجلس الأخلاقيات البيولوجية الطبية. وحصل الطاقمان على الموافقات المعنية باستئصال الرحم عند ١٠ سيدات لزرعها عند ١٠ سيدات أخريات يحتجن إلى هذا الزرع وهن سيدات يعانين من استئصال مبكر للرحم، او من تشوهات خلقية. وبعد هذه المرحلة الأولى حصل الطاقم الاسوجي على موافقة السلطات المختصة لإجراء عمليات تلقيح اصطناعي عند السيدات العشر اللواتي استفدن من زرع الرحم لديهن، بمدة زمنية سريعة، مما أدى إلى حمل سيدة منهن، وكانت هذه الولادة التي تعتبر من ابرز الحوادث الطبية على صعيد الطب النسائي في العالم، منذ ولادة لويزا براون أول طفلة جراء التلقيح الاصطناعي.
ويعطي هذا الحدث الطبي آمالا كبيرة للنساء اللواتي يرغبن بالإنجاب بعد خضوعهن لاستئصال الرحم في السابق.
وأوضح الأيوبي ان استئصال الرحم يحصل لأسباب عدة ابرزها المشكلات السرطانية منها اصابة المرأة بسرطان عنق الرحم، او سرطان المبيض، او التي تعاني من النزيف الخطير ما بعد الولادة، او تشوهات خلقية.
واليوم بفضل هذه التقنية الحديثة والمتطورة اصبح في الإمكان وهب الرحم من ضمن عملية وهب الأعضاء بسبب الموت الدماغي، او الوهب الإرادي من سيدة إلى أخرى على ألا تكون تعاني من أمراض سرطانية وأخرى مزمنة ومعدية. وأوضح الأيوبي ان وهب الرحم يمكن ان يحصل حتى بعد انقطاع الحيض بسنوات، إذ في الإمكان تحفيزه من خلال إعطاء الهورمونات وجعله مستعدا لاحتضان الجنين. وعملية الوهب تجرى ضمن شروط السلامة التي يخضع لها وهب الأعضاء عموما مثل تطابق الأنسجة وفئة الدم والمناعة، وخلو الواهبة من الامراض.
وتحتاج “عملية الزرع الى ٤ أو ٦ ساعات، يجريها طاقم طبي يضم متخصص في الجراحة النسائية، وآخر في جراحة الأنسجة إلى طبيبي البنج والمناعة. بعدها يتم إعطاء المريضة العلاجات اللازمة لمنع رفض الرحم المزروع. وبعد قبوله يبدأ التحفيز الهورموني لتحضيره لاستقبال الجنين ثم تتابع السيدة طبيا مثل أي سيدة حامل في شكل طبيعي. وبعد الانتهاء من الولادة او الولادات، يعاد استئصال الرحم كي لا نعطي المزيد من الأدوية التي تمنع الرفض والتي قد تسبب اعراضا وأمراضا أخرى على المدى الطويل”.
ويطرح هذا التقدم العلمي الكبير اسئلة عدة منها احتمال زرع الرحم عند الرجل ومنه حمل الرجل والولادة، فهل هذا الامر ممكن؟ علميا وجراحيا هذا الأمر يمكن ان يحصل، ولكن من هنا ضرورة إحاطة الموضوع بالعديد من الحواجز الأخلاقية كي يكون فعلا حلا لمشكلة طبية تعاني منها سيدة فتعيد إليها الأمل بالحمل والولادة، ولا يصبح معضلة أخلاقية.

تعليقاتكم